«بنات مجتمع»... شروق أمين مبرقعات وسيقانهن عارية

«بنات المجتمع» كما «رصدتهن» شروق أمين بريشتها

زائرة في المعرض وجهاً لوجه مع لوحة «بنات المجتمع» (تصوير أسعد عبد الله)
لماذا الوجوه مبرقعة... في حين السيقان عارية للنساء، في لوحات الفنانة التشكيلية الدكتورة شروق أمين؟
سؤال يمكن الإجابة عنه ونحن نتأمل معرضها الذي افتتحته مساء الاثنين الماضي في قاعة غاليري تلال وقدمت فيه مجموعة تشكيلية رصدت من خلالها تحولات وتطلعات وأفكار «بنات المجتمع»، من خلال استخدام تقنية الإكريلك الممزوج بالتصوير الضوئي والشعر وبلغة حداثية تتحاور مع الأشكال في إطار تأثيري واضح.
وحينما نتأمل المرأة كما صورتها أمين في لوحاتها سنجد أنها تضع على وجهها البرقع في حين شعرها منسدل على كتفيها، وساقاها موضوعتان على بعضهما في عناية وجمال، وكذلك في عُري... وهذا يشير إلى أن «المرأة العصرية» لا تهتم بجمالها الداخلي ولا يعنيها سوى الجمال الخارجي، وهذا الجمال الداخلي قد أخفته حينما أخفت وجهها أو أن ما يهمها أن تبدو متبرجة من دون أن يشاهدها أحد، لذا فقد وضعت البرقع على وجهها... كما يمكن قراءة اللوحات من خلال الإيحاء الذي يشير إلى حيرة المرأة بين التقاليد التي تعيش فيها وبين الحياة العصرية التي تعيشها، لذا فقد تركت العُري لساقيها في حين غطت وجهها.
كما أن الأعمال التشكيلية للفنانة بدت وكأنها احتفاء بالمرأة العصرية، التي وجدت نفسها في شد وجذب بين التحرر الذي هو من مضامين الحياة العصرية، وبين العادات والتقاليد التي تريد التمسك بها، وبالتالي فقد ظهرت اللوحات بمجاميعها النسائية معبرة عن هذه الحيرة التي تعيش فيها «بنات المجتمع».
وبالتدقيق في «البرقع» أو الغطاء الذي تضعه المرأة على وجهها سنجد انه بألوان مختلفة، فتارة أبيض وتارة أخرى أزرق وأحياناً أحمر، وانه يخفي في الوجه «الأنف والفم»، وهما عضوان مهمان فيهما حواس الشم والتذوق والكلام، في حين تُركت السيقان عارية... ما يشير إلى مدلولات حسية متنوعة وذات إيحاءات رمزية متنوعة.